«ما يغضب إلياس المقدسي في أثناء جلوسه في المطعم الآن، أن سارقه الجديد لم يكتفِ بوضع يده عليه كما فعل الجنرال الإنجليزي من قبله، بل شوَّه هويته تمامًا. غيَّر تصميم خداديات المقاعد التي كانت يومًا مزينة بتطريزة الجليل الفلاحي المبهجة، واستبدل خشبًا قاتمًا لا روح فيه بالأرائك التي كانت مُطعمة بالصدف العكاوي. لم يتوقف التشويه عند الديكور، فقد استبدل أيضًا فرقة جاز عبرية بالتخت الشرقي الذي كان يطرب القلوب ويعطي مساحة للمستمع، ليدندن بالعلياي والأوف والعتابا والميجانا وهو يؤرجل. على الرغم من نفور…
إميل شاب بلغ 26 عاما، تم تشخيصه بمرض الزهايمر المبكر، قدر الأطباء أن ذاكرته لن تصمد أكثر من سنتين، فيقرر إميل الإبحار في رحلة أخيرة، فرارا من المستشفى ومن شفقة عائلته وأصدقائه. نشر إعلانا عن البحث عن رفيق المشاركة هذه الرحلة الأخيرة. ولدهشته، تلقى ردا من فتاة اسمها جوان، أمتعتها الوحيدة هي حقيبة ظهر، وقبعة سوداء كبيرة، ولا يوجد تفسير لوجودها. وهكذا تبدأ رحلة مذهلة من الجمال. في كل منعطف من هذه الرحلة، من خلال لقاء الآخرين واكتشاف الذات، يولد الفرح والخوف والصداقة والحب الذي يخترق قشرة الألم لدى…
وفيما كان حد السكين يغوص في رقبة الخروف، راح مختار ولد أختي يفرد فرخ ورق سميكًا – من ورق اللحمة الذي اشتريناه لنلف فيه الأنصبة – فوق رقبة الخروف ليمنع نافورة الدم من الوصول إلى وجوهنا. أما أنا فقد ثبتُّ عيني على رسغ اليد اليسرى للجزار وهو يعيد ترديد الشهادتين عدة مرات ليريحني ويرضيني، فرأيت رسمًا دقيقًا باللون الأخضر الغامق مدقوقًا في رسغ الجزار؛ حينئذٍ داخَلني شعور فائق بنشوة عظيمة لا أستطيع وصفها على الإطلاق، وقد امتلأ سمعي بما يشبه زغاريد مدوية تجلجل في سماء الكون بغير انقطاع.
Validate your login